اخر الاخبار

Friday

أسبانيا تسعى للحصول على دفعة من عرض التقشف مدريد 2020

أسبانيا تسعى للحصول على دفعة من عرض التقشف مدريد 2020



بالنسبة لدولة تعشق الرياضة الا انها تعاني من ركود ولطخت صورتها تكهنات بوجود فساد سياسي فان الفوز باستضافة دورة الالعاب الاولمبية 2020 في مدريد هي بالتحديد الأساس الذي تحتاجه اسبانيا.

وعلى الأقل هذا ما تدفع به الحكومة ومسؤولو العرض في ظل محاولتهم لاقناع اعضاء اللجنة الاولمبية الدولية بأن العاصمة الاسبانية تستحق استضافة أكبر وأغلى حدث رياضي في العالم وليس اسطنبول أو طوكيو.

وكما اضطر الاسبان لابتلاع مسألة الخفض في الرواتب والامتيازات فان الانفاق تقلص على الخدمات العامة مثل الصحة والتعليم فيما زادت البطالة لأكثر من 30 بالمئة وهو ما دفع مدريد لتقديم عرض وصف بأنه "اولمبياد التقشف".

وقال مسؤولون محليون إنه في ظل تشييد أغلب البنية التحتية ستكون هذه أول مرة تزيد فيها الميزانية المتوقعة والتي تبلغ نحو 3.1 مليار دولار على حجم الاستثمارات وهي أقل من ملياري دولار في شكل مشروعات تتصل باستضافة الحدث لكن لا ترتبط به بشكل مباشر.

ويمكن مقارنة هذا بميزانية ضخمة لاسطنبول لا ترتبط بالألعاب وتبلغ نحو 17 مليار دولار وهو ما يعد مبلغا كبيرا للغاية مقارنة بالانفاق المتوقع على الألعاب والبالغ 2.9 مليار دولار.

وتخطط طوكيو - التي استضافت اولمبياد 1964 - لاستخدام مواقع قائمة حاليا وتبلغ قيمة الميزانية غير المتعلقة بالألعاب بشكل مباشر نحو 4.4 مليار دولار مقارنة بنحو 3.4 مليار للحدث ذاته.

وتتطلب استراتيجية مدريد في ثالث محاولة لها لاستضافة الاولمبياد عقب فشلها في 2012 و2016 تحركا متوازنا وبدقة لكسب الرهان.

ففي جانب يجب اقناع دافعي الضرائب الاسبان المتعثرين وتحديدا سكان العاصمة بأن المميزات على المدى الطويل لاستضافة الاولمبياد تتفوق على التكلفة الاقتصادية.

وفي نفس الوقت يجب اقناع اعضاء اللجنة الاولمبية بأن اولمبياد مدريد ستحقق نجاحا مثلما حدث في اولمبياد برشلونة 1992 على الرغم من التوجه للسيطرة على الانفاق.

وقالت فيرونيكا مولينا بيريز تومي المولودة في مدريد ومديرة التسويق في سلسلة مقاهي ماركا سبورتس المنتشرة على مستوى البلاد إنها متعاطفة مع مواطنيها الذين يشعرون بالغضب لاستحواذ الألعاب على مبالغ طائلة كان بالامكان استغلالها في تمويل بناء المستشفيات والمدارس.

وفي نفس الوقت تعتقد مولينا بيريز تومي أن حدثا مثل الاولمبياد سيساعد على ابعاد اسبانيا عن التراجع الحالي على الصعيد الاقتصادي أو النفسي.

وقالت مولينا بيريز تومي (31 عاما) لرويترز في فرع المقهى بوسط العاصمة مدريد فيما كانت مجموعة من الشاشات التلفزيونية تعرض عدة احداث رياضية "افهمهم الا انني لا اتفق معهم."

وأضافت "لا اتفق معهم لأن هذا يتضمن استثمارات والاستثمارات تؤتي ثمارها عند مرحلة ما."

وتابعت "ربما لا يكون هذا أفضل وقت لضخ اموال من مناطق أخرى الا أنه من الواضح أنه سيكون هناك مردودا ماليا."

واستطردت "يجب أن نضع كل شيء في اعتبارنا.. نحن نمر الان بمرحلة تحتاج فيها اسبانيا لدفعة وهذه فرصة رائعة."

ونظرا لأنها من سكان مدريد فان مولينا بيريز تومي ستشعر بفخر خاص لاستضافة مدينتها للاولمبياد.

وقالت "تمر عليك اوقات لا تشعر فيها بالثقة في بلادك. الكثيرون يغادرون البلاد ويمكن أن توفر الألعاب دفعة من الايجابية واحساسا بالتفاؤل بشأن المستقبل."

كما تتوقع مولينا بيريز تومي دفعة كبيرة لمبيعات سلسلة المقاهي التي تعمل بها وتأمل في امكانية مساعدة الاولمبياد لجهود المتجر في جذب الزبائن الذين يرغبون في مشاهدة رياضات غير كرة القدم.

وأضافت "الاموال قليلة في الوقت الحالي الا أن الاولمبياد ستوفر مردودا سيكون ايجابيا للبلاد ولنا تحديدا على صعيد المبيعات."

وعلى بعد عدة أمتار في حانة جيمس جويس ذات الطابع الايرلندي يقول ماثيو لوجني مدير الحانة إنه يأمل في أن تكرر دورة مدريد الاولمبية نجاح دورة لندن العام الماضي.

ويعرض لوجني (41 عاما) وهو من دبلن ويتنقل ما بين بريطانيا واسبانيا اعلانات عرض مدريد في الواجهة الزجاجية للحانة ويعتقد أن اسبانيا تحتاج وبشدة للاثارة التي اعطتها اولمبياد 2012 لبريطانيا.

ومع ذلك فان لوجني يقول إن لديه مشاعر متابينة بشأن انفاق مثل هذه الاموال على حدث رياضي في وقت يعاني فيه الكثير من الاسبان على الصعيد المالي.

وقال "جانب مني يأمل في فوز مدريد بشرف الاستضافة لأن هذا سيوفر دافعا كبيرا."

وأضاف "لكن على الجانب الآخر وفي ظل الاستقطاعات الضخمة التي تحدث فسيكون من الصعب للغاية تبرير الاستضافة."

وتبدو ثيريسا زابيل الرئيسة التنفيذية للعلاقات الدولية في عرض مدريد وبطلة الاولمبياد في الشراع عامي 1992 و1996 واضحة بشأن حاجة المدينة والبلاد لاستضافة اولمبياد 2020.

وقالت في وقت سابق في بوينس ايرس حيث سيعلن الفائز بالاستضافة في الاسبوع المقبل "الشيء الأكثر اثارة في وجودي هنا هو ما يعنيه هذا للمستقبل."

وأضافت "سيعني هذا تحسنا في جوانب الحياة المختلفة لعدد كبير من الناس وهذا حافز كبير."

وتابعت "اسبانيا بحاجة للمزيد من تشغيل الشباب واستضافة الاولمبياد في 2020 سيفتح الأبواب لفرص مميزة للشباب."

No comments:

Post a Comment